ماذا كان سيحدث لو أن الأرباح التي تُجنى من الغاز الطبيعي، وسائر الأرباح المتأتية من الموارد الطبيعية، والمقدرة بمئات مليارات الشواقل، دُفعت شهريا لجيوب المواطنين بشكل مباشر بدلا من إيداعها في خزينة الدولة؟ ولتوضيح الأمر تخيلوا أنه يودع في حسابكم المصرفي مبلغ شهري ثابت، لنقل إنه مبلغ 3,000 شاقل.
هل كنتم ستقررون التقليل من حجم عملكم؟
هل تعتقدون أن غالبية الناس يؤثرون القيام بعمل أقل؟
وماذا كان سيحدث عندئذ؟
هل ستدخل المرافق الاقتصادية في حالة ركود؟
ربما يكون من شأن القيام بعمل أقل زيادة سعادة الناس الذين سيستفيدون من المزيد من أوقات الفراغ التي يقضونها مع عائلاتهم، ومن المزيد من الوقت المخصص للإنتاج، وللتطوع، وكذا من الوقت المخصص للعمل في خدمة الجمهور والمجتمع؟ ربما بسبب شبكة الأمان هذه، ستزداد قوة العاملين على المساومة، وستتحسن شروط العمل، كما سيتحسن الإنتاج وترتفع الرواتب؟ وهل ستحظى الأعمال الأكثر صعوبة وخطورة بأجور عالية ملائمة لها؟ وهل سترتفع مداخيل الناس مما يؤدي إلى النمو الاقتصادي؟ وهل سيجرؤ المزيد من الناس على المبادرة إلى افتتاح ورش العمل والمصالح الصغيرة؟ وهل سيكون بوسع المزيد من الفنانين تخصيص معظم وقتهم للإنتاج، مما سيجعل الثقافة تنتعش وتزدهر؟
تعكس هذه التجربة الفكرية عبرا ومغازي تكمن في جوهر فكرة الراتب الأساسي للجميع (Basic Income). وتعتبر هذه الفكرة استمرارا لتقاليد فكرية امتدت على مئات السنين، انتمى أصحابها إلى تيارات اليمين واليسار، وهي تعرض أنواعا مختلفة من المدفوعات المقدمة بشكل عالمي- ابتداء من توماس بين، أحد مؤسسي الولايات المتحدة الأميركية، الذي سبق أن اقترح في أواخر القرن الثامن عشر فرض الضرائب على الأرباح المجنية من الاستخدام الخاص لمورد الأرض، الذي هو ملك للجميع، ومن ثم توزيعها على جميع المواطنين كهبة غير مشروطة، ومرورا بالفكر الاشتراكي الطوباوي الذي برز في القرن التاسع عشر، والذي نادى بتحرير الفرد من العمل الأجير واقتراح دفع راتب حد أدنى، بشكل عالمي، كأساس للعيش، وانتهاء بميلتون فريدمان، أحد رجالات الاقتصاد، الذي كان ممن قادوا الفكر الرأسمالي المعاصر، والذي كان قد اقترح في عام 1962 دفع راتب أدنى غير مشروط لجميع المواطنين بهدف الحد من ظاهرة الفقر.
ترأس الدكتورة ليا أتينغر والدكتور عوفر سيتبون، وهما زميلان في “سحرية”، المشروع الاجتماعي الاقتصادي التابع للمعهد، وهما يطرحان وثيقة تتضمن فلسفة فكرة “الراتب الأساسي”- بدءا من النظريات السابقة التي تبلورت في القرن الثامن عشر وحتى محاولات تطبيقها في أماكن مختلفة في أنحاء العالم.
هل يمكن تطبيق فكرة الراتب الأساسي في دولة إسرائيل أيضا؟
كيف يمكن لهذا الراتب التأثير على النسيج الاجتماعي وعلى الاقتصاد المحلي؟
للاطلاع على الوثيقة كاملة – اضغط هنا > راتب أساسي للجميع- الدكتورة ليا أتينغر والدكتور عوفر سيتبون